سيارات سوريّة “مشوّلة”..في سوق تركيا السوداء

يؤكد أتراك الريحانية، أنَّ تجار حلب، أول من أدخل سيارات “البورش” إلى شوارع الريحانية، وإذا كان تجار عاصمة سوريا الاقتصادية قد نزحوا إلى مدينة الريحانية بسياراتهم الفارهة، فإن السوريين في اسطنبول يرتادون سوق السيارت السورية السوداء، لشراء سيارات سورية بأسعار بخسة.

نازحي السيارات الفارهة 

يكفي معرفة أن عدد مرتادي صفحة “سوق السيارات السورية في تركيا” على “فيسبوك”، فاق 3000، لاكتشاف حجم السوق الذي تجري فيه عمليات بيع السيارات وشرائها.

وبحسب السوري أيمن الذي اشترى سيارة مرسيدس حديثة بقيمة 10 آلاف دولار، فإن معظم السيارات التي يُقدم السوريين على شرائها هي سيارات “مشوّلة” أي أنها إما كانت لشبيح أو سياسي تم تصفيته.

ويوضح أيمن أنه على الحدود السورية التركية يمكن تغيير أرقام نمرة السيارة السورية إلى نمر تركية.

ومن جهته يتساءل عبد الله المقيم في اسطنبول منذ مايقارب العام:”مالريب في شراء سيارات “مشوّلة” بأسعار رخيصة”؟، فالعملية وفق عبد الله تفيد كلا الطرفين البائع والمشتري.

وينفي الناشط خالد أن تكون جميع السيارات السورية المعروضة للبيع، “مشوّلة”، ويوضح خالد -إنطلاقاً من تجربته- أنه عندما غادر سوريا هرباً من ملاحقة الأمن له، أراد بيع سيارته بأي ثمن لأنه بحاجة ثمنها، ورغم أن خالد كان يملك سيارة دفع رباعي حديثة إلا أن صديقه الذي توكل ببيعها له، لم يسطتع بيعها إلا بـ 5آلاف دولار!.

وخالد اليوم يسعى لشراء سيارة مشابهة لسيارته التي ظل سنوات عديدة يجمع ثمن شرائها، ولذلك ينتظر خالد أن يحالفه الحظ بإيجاد سيارة سوريّة دفع رباعي على صفحة “سوق السيارات السورية في تركيا”.

“حربقة” السوريين.

يشتهر السوريون بصفة “الحربقة” فصعوبة ظروفهم أكسبتهم حرفة اللف والدوران، وانطلاقاً من هذه “الحربقة” يلتف السوريون في اسطنبول على غلاء أسعار البينزين، بقلب سيارتهم إلى الغاز، وبذلك لم يعد مستغرباً أن تصادف في اسطنبول بعض السوريين الذين يعيشون برفاهية تتفوق على نعيم عيش الأتراك انفسهم، ويرجع الفضل في ذلك إلى شطارة السوريين في الالتفاف على الغلاء.