نظام الأسد, الجيش السوري الحر, تقارير الثورة, تحليلات وتقارير

النظام يتوغل في الريف الحلبي بمساعدة الإيرانيين والروس والكتائب تطلق حملة قادمون يا سفيرة لردع تقدمه


الجيش السوري الحر

انقسام في حلب، تشتت في بوصلة الجبهات، اقتتال لا معنى له، والمسؤولية تتوزع على كافة الأطراف دونما أي استثناء، ليبقى المستفيد الأكبر نظام الأسد حتى هذه اللحظات، مناطق لم يكن النظام يحلم بالوصول لها، بات اليوم يهدد باحتلالها، ومناطق حررت بالأمس القريب استرجعها نظام الإجرام الأسدي عبر اتباع سياسة الأرض المحروقة التي لا تميز بين مدني وعسكري ولا بين بشر وحجر.

الفاجعة الأولى كانت باسترجاع طريق إمداده وشريانه الوحيد إلى معامل الدفاع، أما الفاجعة الأعظم فهي بتهديد احتلال مدينة السفيرة من جديد وفك الحصار عن مطار كويرس العسكري الذي يبعد 11 كيلو متر عن المدينة ليهدد استقرار وأمان ساد مناطق شاسعة في الريف الحلبي المحرر على مدار أكثر من عام بسبب تحييد سلاح الجو في هذا المطار. جيش النظام استعاد خناصر وكتيبة للدفاع الجوي إضافة لعدد من القرى التي قام الجيش الحر بتحريرها منذ شهر، ودخل معامل الدفاع برتل مؤلف من 12 دبابة من أصل 25 دبابة.

الحر يستعيد الكفة
يشير ناشطون إلى أن رتل من ميليشيات النظام اتجه من معامل الدفاع تجاه مدينة السفيرة التي تعاني من موجة نزوح لمن تبقى فيها من مدنيين، وسط مناشدات من المقاتلين هناك لكل كتائب الجيش الحر والكتائب الإسلامية لمساندتهم في صد هذا الرتل واسترجاع ما تم فقدانه خلال اليومين الماضيين، داعين لتوحيد الصفوف لأن النظام هو المستفيد الوحيد من هذه الصراعات.

وبحسب بيان أطلقه عدد من الألوية، جاءت مساندة كل من لواء التوحيد ولواء أمجاد الإسلام ولواء الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية، واستطاعوا التصدي لرتل النظام واستعادة قريتين كان النظام قد سيطر عليهما وهما: أبو جرين وقامو، حيث تمكن الثوار من تدمير دبابة وسيارة زيل بما فيها من ذخيرة، مشيرين إلى سقوط أكثر من 20 قتيل من جيش نظام الأسد وميليشيات “حزب الله”.

“قادمون يا سفيرة”
وفي بيان آخر، قال لواء أنصار التوحيد التابع لجيش الإسلام بقيادة زهران علوش، أنه يقوم بسحب عناصره من مدينة دير الزور، وإنهاء رباطهم الذي استمر لشهر متواصل في حي الرصافة، والتوجه الفوري الى مدينة السفيرة تلبية لنداءات الاستغاثة من الأخوة أهالي السفيرة. وأضاف لواء أنصار التوحيد أنه يعتزم نشر منشورات حول النفير تحت حملة “قادمون يا سفيرة” ويكفل اللواء بالسلاح والذخيرة لمن يريد الخروج للجهاد الخالص لوجه الله تعالى”، بحسب البيان.

دعوة لنسيان الخلافات
ووجه ناشطون في تنسيقية السفيرة نداءً إلى كل أصحاب الضمائر الشريفة في ثورة الكرامة السورية والضمائر الوطنية النزيهة في الفصائل العسكرية، قالوا فيه: “اتركو خلافات الأمس جانباً، وتحرروا من ثقافة الغنيمة بينكم، والتفتوا إلى القادم الأسود من خلفكم”. وأضافوا: “ولا نبالغ حينما نقول لكم بأن جحافل النظام المجرم ومدرعاته وآلات الموت ليست قادمة إلى السفيرة فقط، وإنما هي ماضية لعودة سطوة الدمار والخراب الذي سيحل بالمحطة الحرارية والجبول وقرى السفيرة وصولاً إلى مدينة دير حافر لرسم فكي كماشة ستحيط بحلب من الشرق امتداداً إلى الغرب لإجهاض المد الثوري ثورة الكرامة السورية”.

سياسة الأرض المحروقة
نقل ناشطون أرقام خيالية لعدد القذائف والصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة التي سقطت على قرية أبو جرين القريبة من السفيرة، مشيرين إلى أنه ومنذ الصباح استخدم النظام سياسة الارض المحروقة ليتقدم نحو مدينة السفيرة فقد قصف قرية ابو جرين بـ 500 صاروخ بواسطة راجمات الصواريخ، وأكثر من 100 قذيفة مدفعية، وحوالي 400 قذيفة دبابة، و10 صواريخ فراغية، و10 عنقودي، ونحو 20 برميل متفجر بواسطة المروحيات.

أسباب التراجع
ويروي مكتب المتابعة والتنسيق التابع للواء التوحيد أسباب استعادة النظام فتح طريق الإمداد البري بين حماة وحلب عبر خناصر، بالقول: “انطلق رتل من حماة إلى أثريا وكانت وجهته حلب عبر خناصر. تضاربت الأنباء عن قوام هذا الرتل العسكري، لكن تقريباً كان مكوناً من 25 دبابة و10 عربات بي ام بي و4 فوزديكا و3 شيلكا و10 راجمات غراد وعدد كبير جدا من شاحنات الذخيرة، ورافق الرتل بشكل دائم الطيران الحربي والمروحي الاستطلاعي”.

ويضيف: “وصل الرتل إلى ما قبل منطقة الحمام ب 5 كم – الحمام قرية تقع شمالي قرية خناصر 7 كم – وهذه المنطقة كلها عبارة عن صحراء ولا يوجد فيها لا شجر ولا حجر واعتمدت قوات النظام على التمهيد الكثيف قبل الاقتحام، وكانت الكثافة النارية بشكل غير مسبوق على الإطلاق، حيث كانت تسقط في الساعة الواحدة حوالي 100 صاروخ غراد و50 قذيفة دبابة وفوزديكا و10 براميل من الطائرات الحربية مع استمرار تحليق الطيران المروحي بشكل مستمر وتحديث المعلومات لمدفعية النظام وأيضا كانت عربات الشيلكا ترصد أي حركة على بعد 4 كم وتطلق أكثر من 1000 رصاصة من عيار 23 مم في الدقيقة الواحدة على الهدف التي ترصده”. ويردف: “طبيعة الأرض والجغرافيا هناك تفرض أن الغلبة للطرف الذي يملك السلاح الثقيل والمدفعية”.

ويتابع مكتب المتابعة والتنسيق بالقول: “من ثم أجمعت غرفة العمليات على الانسحاب من جبال عبيدة والكتيبة بعد وقوع أكثر من 15 شهيد و30 جريح نتيجة القصف العنيف جداً وبالتالي سقوط جبهة خناصر بالكامل”.

خبراء إيرانيون وروس في رتل خناصر
وعن أهم أسباب خسارة المعركة، يقول المكتب: “الأسلوب الذي اتبعه الرتل في التقدم والانتشار على مسافة شاسعة جداً ومكشوفة ووجود خبراء إيرانيين وروس في قيادة الرتل، والدليل على ذلك هو وجود أعلام حزب الله على أغلب الدبابات والسيارات واختراق اتصالات الرتل وسماع اللهجة اللبنانية واللغة الايرانية التي لم يستطع الثوار ترجمتها لعدم وجود مترجم إيراني بين صفوف الثوار وبالتالي لم يستفيدوا من اختراق الاتصالات”.

أما ثاني الأسباب، بحسب المكتب فيعزوه إلى وجود أخطاء تنظيمية على مستوى قيادات الفصائل التي لم تنم لأكثر من 4 أيام، وكان الإنهاك الشديد جداً من الناحية النفسية والجسدية له تأثيره للوقوع في مثل هذه الأخطاء”.

الانشغال بالمعابر!
ويضيف بيان مكتب التنسيق والمتابعة في لواء التوحيد: “السبب الثالث يكمن في قلة أعداد المجاهدين وانشغال الكثير من الفصائل بالمعابر -باب السلامة وكراج الحجز- وأقصد بقلة الأعداد أنه كان في كل نقطة من النقاط التي انسحب منها الثوار حوالي 30 شخص فقط ونحن نتحدث عن منطقة مساحتها لا يمكن قياسها”.

أما أخر الأسباب فهي عدم وجود ذخائر من العيار الثقيل وقلة صواريخ الـ “م – د”، وينهي بالقول: “خناصر سقطت لقلة عدد المقاتلين “المجاهدين”، ولكل من يجد في نفسه القدرة والشجاعة فليحمل السلاح لأن الأيام القادمة ستحمل الكثير من الصدمات والصدامات”.

مناشدات
ويناشد فياض العيسو كافة الكتائب التابعة للجيش الحر أو الإسلامية بقولهم: “إلى ضباط الفنادق في اسطنبول! إلى المقاتلين عبر الشاشات! إلى الكتائب العشرين في معبر بستان القصر! إلى الكتائب التي حرفت بوصلتها وبأسها بينها شديد! إلى المخلصين الصادقين الذين أتعبهم من سبق! النظام استعاد 11 قرية وفتح الطريق من خناصر الى معامل الدفاع وقواته تتأهب لفك الحصار عن كويرس الآن!”، ويطالبون الجميع بتحمل المسؤولية الكاملة لمنع سقوط مناطق جديدة في يد النظام، واستعادة بعض ما تم خسارته خلال هاذين اليومين”.

ويتهكم البعض بالقول: هناك مدن محررة، وهناك مدن مدمرة! هناك ثوار تتعب، وهناك أناس تلعب! هناك أناس تبني، وهناك أناس تخرب! هناك أناس تقدم تضحيات جسيمة، وهناك انتهازيون يستغلون الوضع الراهن! هناك من يرى الثورة مغرماً، وهناك من يراها مغنماً! اتقوا الله يا ناس، اتحدوا، تعاونوا، تناصروا”.

المصدر: موقع أورينت نت

About freedomman1978

Ask for freedom

مناقشة

لا توجد تعليقات حتى الآن.

أضف تعليق

عدد مرات المشاهدة

  • 2٬429٬624 مشاهدة
Books About Syria

منتجات عن الثورة السورية

ادعم العمل الإغاثي في سوريا – من أمريكا

ادعم العمل الاغاثي في سوريا – من بريطانيا

ادعم العمل الإغاثي SyrianAid من أي مكان

ادعم الثورة السورية بشراء منتجات على موقع سوق.كوم – في الإمارات

ساهم في تخفيف معاناة أطفال سوريا المنكوبين والمصابين

ادعم الحراك الثوري السلمي في سوريا – في ألمانيا

الدلـيـل المعيـن في التــعامل مع المحققين

مذكرات شاهد على المعتقل

للتحقق مـن صحــة صور الثورة الســـورية

للتحقق مـن صحـة صور الثورة